في عالم كرة القدم، نادرا ما يجتمع الإبداع والفعالية في لاعب صغير السن لكن إبراهيم التليلي متوسط الميدان الموهوب من مواليد 2010، يجسد هذه المعادلة ببراعة. فبلمساته الساحرة و رؤيته الشاملة للملعب استطاع  أن يفرض اسمه كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في مركزه.

يتميز التليلي بذكاء تكتيكي لافت يجعله يسبق خصومه سواء في التمرير أو التموضع لا يقتصر دوره على الربط بين الخطوط أو بناء اللعب من الخلف بل يملك قدرة نادرة على إنهاء الهجمات بنفسه، مما جعله هدافا رغم مركزه.

لكن ما يلفت الأنظار في أداء إبراهيم هو حسه الفني العالي. لمسته للكرة تنم عن لاعب "فنان" يعرف كيف يمتع الجماهير دون أن يفرط في الفعالية يتقن التمريرات القصيرة و الطويلة و يوزع اللعب بثقة .

من خلال متابعته في مختلف المباريات، يلاحظ مدى التزامه التكتيكي و قدرته على فهم مجريات اللقاء بسرعة و هي ميزة قل ما نجدها في لاعبين من نفس الفئة العمرية لا يكتفي إبراهيم بأداء أدواره الدفاعية والهجومية فحسب بل يحرص أيضا على التواصل الدائم مع زملائه داخل الملعب، مما يجعله محورا حيويا لا يمكن الاستغناء عنه.

فرغم صغر سنه، يظهر التليلي نضجا فنيا و شخصية قوية على أرضية الميدان هذا ما جعله محل متابعة واهتمام من مدربيه الذين يرونه نموذجا يحتذى به في الجدية والانضباط.

خارج الملعب، يتميز إبراهيم بتواضعه وحرصه على تطوير نفسه باستمرار. يلتزم بجداول التدريب، ويبحث دائما عن نقاط التحسين في أدائه سواء من خلال  التفاعل الإيجابي مع توجيهات الإطار الفني. هذا الجانب الشخصي لا يقل أهمية عن موهبته الكروية إذ يشكل القاعدة التي تبنى عليها مسيرة لاعب محترف حقيقي.

المستقبل ما زال في بدايته بالنسبة لإبراهيم التليلي، لكن كل المؤشرات تنبئ بأن هذا الاسم سيتداول كثيرا في السنوات القادمة خاصة إذا واصل على نفس النسق التصاعدي في مستواه.

كرة القدم بحاجة إلى لاعبين مثل إبراهيم: موهوبون، ملتزمون، وعاشقون للعبة، يجمعون بين الفن والنتيجة، بين المهارة والروح الرياضية.

وسام بالحاج