حينما تتحول بعض الأعمال الرمضانية الى تشويه لذوي الاحتياجات الخصوصية : بقلم الصحفي علي البهلول

مثلت الإعاقة من المشاكل الأساسية بتونس وبالعالم العربي تحديدا نظرا للتزايد المطرد لها يوما بعد يوم ،ففي العالم هنالك ما يقارب عن 650 مليون شخص ذي إعاقة ، أي ما يمثل 10% من سكان العالم. ويعيش ما يقدر بنسبة80% منهم في البلدان النامية، ويعيش العديد منهم في حالة فقر. وتشير الدلائل في البلدان النامية والمتقدمة النمو، إلى أنّ الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة غير ممثلين تمثيلاً متناسباً بين فقراء العالم، وهم أكثر ميلاً إلى أن يكونوا أكثر فقراً من نظرائهم غير المعوقين. ويقدر أنّ واحداً من كل خمسة أشخاص من أشد الناس فقراً في العالم، أي أولئك الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم والذين يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية كالغذاء والمياه النظيفة والمأوى والملبس، هو من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

و حسب منظمة الصحة العالمية فأن عدد المعوقين بكامل تراب الجمهورية يقدر ب 208.456 شخص معوق لسنة 2016 .ولعل وسائل الاعلام بمختلف منصاتها هي السبييل الأساسي من أجل التعريف بمشاغلهم وتعرية كم المعاناة التي يعيشونها بمختلف أصقاع العالم،باعتبار ان ثنائية الإعاقة والإعلام مرتبطان ببعضهما البعض ومنصهران انصهار اللحمة والسدى ، فهذا الثنائي المفهومي يجعلنا هنا أمام سؤال رئيسي من أجل معرفة الغث من السمين ومعرفة الصواب من الخطأ وهل كانت وسائل الاعلام أمينة في نقل مشاغل ذوي الاحتياجات الخصوصية أم ان البعض منها ساهم في تعميق السخرية منهم .

مع الأسف بعض مؤسساتنا الاعلامية التونسية زادت في الطين بلة في مسألة العناية بذوي الاحتياجات الخصوصية ومناصرتهم حيث تفاجأ عدد هام من المتابعين والمشاهدين في سهرة الجمعة 24 أفريل 2020 خلال السلسلة الكوميديّة ‘دنيا أخرى 4’ على قناة الحوار التّونسي من تمرير مشهد يحمل اساءة لذوي الاحتياجات الخصوصية من قبل كل من الثنائي الكوميدي كريم الغربي وبسام الحمراوي وهو ما جعل المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تتدخل خلال بيانها والتي ذكرت فيه انه على إثر الانتهاك الصارخ الذي قام به الممثلين كريم الغربي وبسام الحمراوي في حق الأشخاص ذوي الاعاقة من خلال الاسلوب الاستهزائي الذي أرادوا به إضحاك الجماهير على حساب الكرامة الكامنة لدى الأشخاص ذوي الاعاقة، تستنكر المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة هذا التصرف وستقوم بمتابعة الموضوع

مع الأسف ما صدر عن قناة الحوار التونسي وعن سيتكوم “دنيا اخرى” يعتبر اهانة حقيقية لشريحة هامة بالمجتمع التونسي وبكل أنحاء العالم والعيب كل العيب ان تتحول السخرية من ذوي الاحتياجات الخصوصية الى أعمال درامية والى البحث عن “البوز” والتهريج.

فعلى وسائل الإعلام القيام بإلتزماتها تجاه الفئات الخاصّة في إطار المسؤوليّة الاجتماعية للتعرف على مشكلاتهم وقضاياهم وكيفيّة حلّها بطرق علمية ميسرة, وضرورة مراعاة أخلاقيات الممارسة الإعلاميّة من الصدق والموضوعيّة والدّقة وتقديم صورة صحيحة وصادقة ممثلة لهذه الفئة، وتصحيح اتّجاهات المجتمع نحو الإعاقة والمعوقين، وتكريم المعاق وزيادة الاهتمام به كعضو مهم في المجتمع، وتنقية وسائل الإعلام من الأعمال الّتي تتضمّن الاستخفاف بهم.

علي البهلول

 

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي Ambiance FM وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.

 

الإذاعة الجهوية الأولى بالمهدية Ambiance FM

إذاعة جمعياتية متخصصة منضوية تحت لواء جمعية قصور الساف للشباب والثقافة و الإعلام، مدعمة من وزارة الشؤون الثقافية في إطار البرنامج الوطني"تونس...مدن الفنون"

المدير العام المؤسس : محمد أمين عبد الواحد

العنوان: دار الثقافة قصور الساف، شارع الحبيب ثامر 5180 قصور الساف

الهاتف : 52911306
الفاكس :73665292