يواصل اللاعب التونسي "الألماني" مالك العمدوني التألق في الدوري اللكسمبورغي الممتاز , حيث يقدم مستويات لافتة تؤكد أنه واحد من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا  بأداء متوازن يجمع بين الفعالية والذكاء , حيث أثبت العمدوني أنه ليس فقط لاعبا واعدا بل عنصرا جاهزا فنيا وبدنيا للرهانات الكبرى.

في صفوف نادي رودانغ يبرز العمدوني كلاعب متكامل حيث يسجل و يصنع الأهداف كذلك يتحرك بذكاء و يشارك بفاعلية في بناء الهجمة , مساهماته الهجومية لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تمتد إلى التأثير الفعلي في ديناميكية الفريق داخل الملعب.

ما يميز العمدوني عن غيره هو التكوين الصحيح الذي تلقاه في المدارس الألمانية التي تركز في  المراحل الأولى على الانضباط التكتيكي بالإضافة  للذكاء في التمركز و القدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط , هذه العناصر تظهر بوضوح في طريقة لعبه.

العمدوني يمكنه أن يتواجد في أكثر من مركز من خلال  اللعب كمهاجم صريح أو كجناح أو  كصانع ألعاب , ما يجعله خيارا تكتيكيا ناجحا لأي مدرب. هذا التعدد في الأدوار ليس ارتجاليا بل نتيجة مباشرة لتكوين مدروس وشامل يراعي كل جوانب تطوير اللاعب.

و مع كل ظهور له يثبت العمدوني أنه لاعب يمتلك الكثير من الخبرة و المهارات فموهبته لا تحتاج لتسويق و أرقامه لا تحتاج لتبرير , تكوينه السليم يترجم اليوم في تألق ثابت داخل الملاعب الأوروبية, وهو ما يؤهله بكل جدارة لأن يكون ضمن حسابات أكبر في المستقبل القريب.

في بطولة تضم عددا من المحترفين الأجانب نجح العمدوني في أن يبرز ويجلب الأنظار ليصبح أحد أفضل اللاعبين في مركزه و هو ما يطرح سؤالا منطقيا , ألم يحن الوقت لفتح أبواب المنتخب التونسي أمام لاعب بهذه الإمكانيات؟

المنتخب بحاجة إلى أسماء جاهزة و متكونة كما أنها قادرة على التأقلم سريعا مع الضغط والمنافسة و لا شك أن مالك العمدوني يمتلك كل هذه الصفات, دعوته لن تكون مجاملة , بل استثمارا في لاعب يملك إمكانيات واعدة ومسيرة صاعدة في الملاعب الأوروبية.

في زمن تتنافس فيه المنتخبات على استقطاب مزدوجي الجنسية , لا يجب أن تفوت تونس فرصة ضم لاعب يحمل في قدميه خلاصة التكوين الألماني وطموح الانتماء للوطن.

وسام بالحاج