بين صوت النوادي و صمت المسؤولين : من يوقف النزيف ؟
- الثلاثاء 15 أفريل 2025 13:14

تعيش اليوم كرة القدم التونسية واحدة من أصعب فتراتها حيث تحول شغف الجماهير بالمباريات إلى وقود لصراعات حادة وصار التنافس الرياضي بين النوادي عنوانا للانقسام والتوتر بدل التقارب و االتنافس الشريف . الأجواء المشحونة داخل الملاعب وخارجها لم تعد مجرد حالات معزولة، بل أصبحت مؤشرا على أزمة عميقة تتطلب تدخلا حازما و سريعا من مختلف الأطراف المعنية من هياكل رياضية ومسؤولين وصولا إلى الإعلام و المجتمع المدني.
ما يحدث اليوم في كواليس النوادي يمكن أن نشبهه بـ"الحرب الباردة"، حيث أضحت البلاغات الرسمية الصادرة عن فرق الرابطة المحترفة الأولى أداة لتصفية الحسابات و بلاغات لا تخلو من التلميحات والتهم، وأحيانا تكون صريحة في الإساءة والتشكيك في نزاهة النوادي وحتى في مؤسسات الدولة الكروية كالرابطة والجامعة.
و عوض أن تكون الأندية رافعة لراية التطوير ، تحولت إلى منصات للتجييش و أصبحت تصدر بيانات أكثر مما تصدر خططا لتطوير الأصناف الشابة أو تحسين البنية التحتية أو البحث عن موارد مالية للخروج من الأزمات المالية التي يمرون بها .
في الجهة المقابلة تخلت الجماهير على دورها الاساسي في تشجيع الفريق و أصبحت عنصرا أساسيا في الصراع القائم و التعصب الأعمى و اتخذت من منصات التواصل الاجتماعي مسرحا لصراعات لا تنتهي، فيها تنتهك الأخلاقيات و تهتك الأعراض وتستباح فيها الكرامات. الشتائم بالتهديد و القتل بين جماهير الأندية التونسية أصبحت مشهدا يوميا، تنعكس اثاره داخل و خارج الملاعب.
و قد ساهم بعض الإعلاميين و المهتمين بالشأن الرياضي في إشعال هذا التوتر، عبر التحريض أو الانحياز الواضح لطرف دون اخر في وقت تحتاج فيه الرياضة التونسية عموما و كرة القدم خاصة إلى صوت عاقل يعيد التوازن للمشهد الرياضي .
ما يحدث اليوم ليس فقط أزمة تواصل أو سوء إدارة بل هو انزلاق خطير يهدد أساسات الرياضة كقيمة مجتمعية للتقارب و التعارف بين أبناء الوطن الواحد.
العنف، هتك الأعراض ، البلاغات الاستفزازية، كلها مظاهر لمرض أعمق أدى إلى فقدان الثقة في المنظومة ككل. وإذا لم يتم تدارك الأمور سريعا، فإن الانفجار قادم و لن يكون رياضيا فقط بل قد يمتد إلى ماهو أبعد من ذلك .
وسام بالحاج