تعاني معتمدية قصور الساف منذ عشرات السنين من معضلة كبيرة تتمثل في إفتقارها لأبسط آليات التدخل على مستوى مجابهة الكوارث كحوادث الطرقات و الحرائق مثلا ، اذ تفتقر المعتمدية إلى مركز للحماية المدنية أو على الأقل نقطة و لو موسمية الأمر الذي أضعف فاعلية التدخل في الحالات القصوى بحكم أن الجميع يبقى في كل مرة يستوجب فيها التدخل العاجل في انتظار قدوم سيارة الحماية المدنية من مركز الولاية وهو ما تكون له عادة مخلفات سلبية بحكم بعد المسافة مما يجعل نجاح عمليات التدخل في حالات الطوارئء ضعيفا و يكاد يكون شبه منعدم أحيانا، ثم أن مدينتي قصور الساف و سلقطة بصفة خاصة تشهدان خلال هذه الفترة من السنة (شهري جويلية و أوت بصفة خاصة ) حركية كبيرة بحكم إستقبالهما لعدد كبير من المواطنين سواء من أبناء الجهة العائدين من المهجر أو من المصطافين القادمين من كل الجهات و هو ما يفرز آليا تواجد آلاف السيارات يوميا و اكتظاظا في حركة المرور في معظم الطرقات الرئيسية عادة ما يخلف حوادث بعضها خطير للغاية.

كل هذه المعطيات باتت تستوجب وقفة متساكني الجهة و من السلط المحلية و مكونات المجتمع المدني من أجل الضغط بشدة لتركيز نقطة قارة أو على الأقل موسمية للحماية المدنية بمركز المعتمدية و هي لعمري ضرورة باتت أكثر من ملحة بل هي عاجلة و تمليها ما تعرفه المعتمدية ككل من تطور ديمغرافي .

من خلال ما استطلعناه من بعض مصادرنا تأكدنا أن الادارة الجهوية للحماية المدنية بالمهدية لم تبد معارضة للأمر بل أظهرت إستعدادها لفتح مركز او نقطة شرط توفر مقر وهي مسألة يبدو أنها متوقفة على مدى استعداد السلط المحلية أو مواطني الجهة في توفير مقر لهذه النقطة غير أن بلدية قصور الساف تبقى هي المكون الأول المسؤول عن تفعيل هذه المبادرة حتى يكون لأهالي معتمدية قصور الساف حق في التمتع بأبسط آليات السلامة و الوقاية و مجابهة الكوراث .

مطلب فتح مركز للحماية المدنية بقصور الساف لم يعد أضغاث أحلام أو مجرد تخمين أو نقطة في برنامج حملة إنتخابية و إنما بات ضرورة ملحة و قصوى و مطلبا مشروعا لا بد من أن تتجند كل الأطراف من أجل تنفيذه في أقرب الآجال ... و للحديث بقية .