شاركت تونس أمس الخميس 09 أفريل 2020 في جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن حول تداعيات وباء كوفيد 19 على الأمن والسلم الدوليين، وذلك بحضور أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي كلمته، خلال الجلسة، ذكّر الوفد التونسي بمبادرة رئيس الجمهورية بالدّعوة منذ بداية انتشار الوباء إلى اضطلاع كلّ أجهزة الأمم المتّحدة وفي مقدّمتها مجلس الأمن، وكلّ المنظمات والهيئات الدولية، بمسؤولياتها الكاملة في مواجهة هذا الخطر غير المسبوق الذي لا يعترف بالحدود الدولية بل يتهدّد البشرية قاطبة ويدمر اقتصاديات الشعوب ويمثّل أحد أكبر التحدّيات التي يعرفها العالم اليوم.

وناشدت تونس المجموعة الدولية لترك الخلافات جانبا والتوقف عن الصراعات في هذا الظرف الدقيق للتفرغ لحشد الجهود الدولية من أجل مجابهة هذا الوباء وفق رؤية جديدة تقوم على تضامن دولي واسع وفعال وآليات عمل دولية مستحدثة ترتقي الى مستوى تحديات المرحلة الراهنة وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات وأوضاع جميع الشعوب دون استثناء، ولا سيّما تلك التي تواجه ظروفا صعبة نتيجة النزاعات و الحروب، وخاصة في القارة الافريقية، أو تلك التي تعيش في مخيمات اللاجئين أو تحت الاحتلال في ظروف إنسانية  قاهرة.

وجدّدت تونس في هذا الاطار تأييدها لنداء الأمين العام لوقف شامل لإطلاق النار عبر العالم، مؤكّدة على الأهمية القصوى لتضافر جهود كل أطراف المجتمع الدولي من أجل تجسيم هذا النداء على أرض الواقع وتجنيب الشعوب في مناطق النزاع. مزيد المعاناة .

كما شدّدت تونس على أهمية دور مجلس الأمن في هذه المرحلة الدقيقة، للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وضمان استمرار عمل مهمات حفظ وبناء السلام وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية في مختلف مناطق العالم التي هي ضمن مشمولات أنظاره، ودعت الدول الأعضاء إلى دعم مشروع القرار الذي تقدّمت به إلى مجلس الأمن، والذي يكرّس هذه الرؤية، ويعكس سعيها إلى الإسهام في بلورة موقف دولي متماسك، يتجاوز الخلافات ويرتقي إلى مستوى التحدي القائم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد قدّم إحاطة في بداية الجلسة أكّد فيها أنّ العالم بأسره يواجه تهديدا خطيرا غير مسبوق، ينذر بالتسبب في إحداث تأثيرات مدمّرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك على السلم والأمن في العالم، لا سيما في مناطق النزاعات والبلدان التي تشهد توترات سياسية وأزمات إنسانية. واستعرض الأمين العام الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، للتصدّي لهذا الوباء والحدّ من انتشاره وتطويق تداعياته الخطيرة، مشدّدا، في هذا الإطار، على أهمية تضافر جهود أطراف المجتمع الدولي ومزيد تعزيز التضامن الإنساني. كما جدّد نداءه لوقف شامل لإطلاق النار في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى التأييد الواسع الذي قوبل به من قبل الحكومات والمنظمات وبعض أطراف النزاعات ومن رجال الدين ومكونات المجتمع المدني عبر العالم. ودعا إلى ضرورة تضافر الجهود للانتقال من النوايا إلى التنفيذ.

كما أكّد الأمين العام التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها في التصدي للوباء، وكذلك في الحفاظ على السلم والأمن من خلال مهمات بعثات تحقيق السلام والبعثات السياسية وجهود الوساطة من أجل خفض التصعيد في مناطق النزاعات وتأمين الممرات الإنسانية لضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية وتوفير الحماية للمتضررين من النزاعات والفئات الهشة.

وخلص الأمين العام إلى تأكيد أهمية دور مجلس الأمن في هذه المرحلة الدقيقة، في التصدي لتداعيات الوباء على السلم والأمن، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على وحدة المجلس.